كنّا تحدّثنا في العدد السابق عن ثراء اللّغة العربيّة ووفرة معاجمها وتنوّعها ومحاسنها وبعض مساوئها. ونتابع حديثنا عنها. وأوّل ما نلاحظ على مؤلّفيها تصوّرهم للّغة العربيّة وإعجابهم بها إلى حدّ التقديس وقصرها على القرون الثلاثة الأولى ممّا عدّوه " عصر الاحتجاج " ورأوا فيما تلا هذا العصر لسانا حديثا، غير جدير بالاهتمام. وآية ذلك أنّ ابن منظور محمّد بن مكرم، المتوفيّ سنة 711، جمع في كتابه لسان العرب" المادّة اللّغوية